2010-04-04

الهدية رمز الحب والعطاء والتواصل


الهدية رمز الحب والعطاء والتواصل
السبت 1430-04-08هـ الموافق 2009-04-04م العدد 13077 السنة الأربعون 
عزيزي رئيس التحرير
الهدية شعيرة إسلامية جميلة جاء تعريف أهل العلم للهدية مفرد هدايا ، يقال : أهدى له وأهدى إليه والتهادي أن يهدي بعضهم إلى بعض يقال : أهديت له وإليه ، والجمع هدايا ، وهداوى ، وهداوي ، وهداوٍ . وهي عطية بلا اشتراط مقابل . أما تعريفها شرعاً هي دفع عينٍ - سواءً كانت مالاً أو سلعة- إلى شخصٍ معين - الذي يراد بالهدية هذا الشخص المعين- لأجل الألفة والثواب من غير طلبٍ ولا شرط وهو الأجر من الله سبحانه وتعالى ، وقد ورد ذكرها في القرآن وفي السنة النبوية ، وجاء النص عليها لما لها من الأثر العظيم في النفوس ، إذاً الهدية هي رمز البذل والعطاء وتقديم ما تجود به النفس وهي دليل على الحب وصفاء القلوب ، وفيها إشعار بالتقدير والاحترام وهي سبب عظيم للتآلف بين القلوب والاجتماع ، فكم ضغينة ذهبت بسبب تقديم هدية وقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم : (كان يقبل الهدية ويثيب عليها) ويردها صلى الله عليه وسلم إذا كانت فيها شبهة أو حرام.
ووضع الضوابط صلوات ربي وسلامه عليه لتبيان سبب رد الهدية جبراً لخاطر المهدي إذاً يأخذ الإنسان الطعام ولو كانت الأكلة لا تعجبه ، فيأخذها ويعطيها إلى أناس آخرين. تجدر الإشارة هنا بتبيان ضوابط الهدية وبمن نبدأ بالإهداء وكذلك من الضوابط في مسألة الإهداءات أن نبدأ بمن جاء في صحيح البخاري في كتاب الشفعة ، عن عائشة رضي الله عنها قالت: (قلت : يا رسول الله إن لي جارين فإلى أيهما أهدي؟ قال: إلى أقربهما منك باباً) فالجار الأقرب يُبدأ به في الهدية ، لأن الإنسان قد تكون مقدرته محدودة على الإهداء، ليس عنده هدايا كثيرة تسع الجميع، فيبدأ بالأقرب باباً بالنسبة لهدايا الجيران وكذلك من الأحوال التي يتأكد فيها الإهداء ، إذا كانت هناك حاجة ولابد من تحري أحسن الأوقات والأماكن عند إهداء الهدية حتى تصبح أعظم ، وحتى تصبح أوقع في النفس ومن أنواع الهدية هدية المحبة والمودة ، التي يقصد بها تثبيت الصحبة وتأكيد الأخوة وقد تكون الهدية من باب الصلة والبر إذا كانت بين الوالدين و الأهل والأقارب ، أي تكون الهدية من صلة الرحم ، قد تكون من باب التحبب والتقرب إلى الله ، كالهدايا التي تقدم للعلماء والصالحين. قد يقصد بالهدية التوسعة كما إذا كانت من الغني للفقير، وقد يُقصد بالهدية تأليف القلب ، كأن يعطيها الإنسان لمن بينه وبينه عداوة لإزالة العداوة هدية تشجيعية يُقصد بها التشجيع . إذاً الهدية لها عدة معانٍ جميلة ينبغي الالتفات لكل معنى منها الهدية كلما كانت مناسبتها أحسن كان نفعها أكبر، وكانت أفضل عند الله سبحانه وتعالى . إن الهدية العلمية الشرعية والنصيحة من أعظم ما يُهدى للإنسان المسلم . ويدل على ذلك ما جاء عن عبد الله بن عيسى أنه سمع عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : لقيني كعب بن عجرة فقال : ( ألا أهدي لك هدية سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقلت : بلى فأهدها لي ، فقال: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا : يا رسول الله ! كيف الصلاة عليكم أهل البيت ، فإن الله قد علمنا كيف نسلم عليكم ؟ قال: قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد ) فإذا أهديت لإنسان معلومة دينية شرعية فلا شك أن هذه من أعظم ما يُهدى . إذا هي دعوه مني لك عزيزي القارئ متأسيا بالنبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح قوله: ( من صُنع إليه معروفٌ فقال لفاعله: جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء، وأجزل له في العطاء). فأقل شيء أن يدعو لمن أهدى له الهدية.
نبيل بن احمد الحميني _ الدمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كـي تدب الحيـاة فـي المدونـة يسعدني مشاركتك بوضـع تعليقك او حتـى انطباعك ،