2010-04-04

لا.. لا تفعلها إن أنجزت أعمـــالك

لا.. لا تفعلها إن أنجزت أعمـــالك
الخميس 1429-01-09هـ الموافق 2008-01-17م العدد 12634 السنة الأربعون
عزيزي رئيس التحرير ...
العمل هو قيام الفرد بمجهود سواء كان المجهود عضليا ، أو ذهنيا أو كليهما معا ، مع وجود البيئة المناسبة .. وقد اهتم الإسلام بقضية العمل والعمال وقدر العمل كالعبادة ، وأوضح أهميته ، ومن بين الدلائل التي تشير الى ذلك قوله تعالى : (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم). سورة النحل الآية 76 .
معظمنا يقضي ساعات العمل سواء في الدوائر الحكومية أو القطاع الخاص أو الشركات والمؤسسات ومكاتب العمل باختلافها وتنوعها ... هي بيئة وضعت لإتمام وإنجاز المهام الرسمية الموكلة ، كانت أو روتينية ، تجد في المنظومة الواحدة وحسب تقسيمها الإداري عدة مكاتب ، فهذه إدارة شؤون الموظفين وغيرها الكثير من مختلف التخصصات ، يتنقل أفرادها العاملون في المبنى المكون من عدة طوابق ، فتجد الزميل أثناء وقت فراغه ، ينتقل من مكتب الى قسم .. كالنحلة ، إن صح التعبير ، يرتشف من هنا «كاسة شاي» ومن هناك كوب قهوة وليتها تقتصر على هذا المنوال ولكنها تزداد سعة في الصدر ، تبادل أحاديث جانبية لا تمت إلى العمل بشيء ، والأدهى والأمر أن الأحاديث تخرج عن نطاق اللياقة واللباقة ، وتتطرق للخوض في أمور خاصة في شخص ما ، ربما صدقا أو غيبة ونميمة .. لسنا هنا في معرض تصنيفها ، هذا من جانب إن كان الموظف المستضيف يرحب بتلك الأمور السيئة في مكتبه ، وفي وقت هو ليس ملكه ، بل ملك رب العمل ، منحه إياه ودفع له الأجر ، كي يتم إنجاز المعاملات وإنهاء المهام المناطة به ، فتجده يهدر الوقت ويتسبب في تأخير العمل ، ويربك مسيرة التقدم التي من شأنها أن تعود عليه بالفائدة لو انتهج سلوكا مغايرا ، وجنب نفسه الخوض وإضاعة الوقت الذي لربما هو في أحوج ما يكون إليه ، لتدقيق معاملة ما أو إجراء خطة مستقبلية لتطوير ذاته ، والإبداع في مجال عمله ..
المثال الآخر ، نجد الموظف المنهمك في أداء عمله ، على اكمل وجه كي يتلافى الوقوع في أخطاء بإمكانه تداركها ، لولا دخول زميل له من النوع الذي يكثر الزيارات والتردد على المكاتب الأخرى بقصد الثرثرة واحتساء فناجين القهوة التي يحذر الطب الحديث من الإكثار من شربها ، هنا وهناك ، مما يترتب عليه إهدار الوقت حيث يجامله زميله فيرحب به ويبدي له بشاشة المحيا علّه بعد فينة أو بعد أخرى يذهب لحال سبيله ، كي يتم ما بدا وهما بإنهائه المراجع لا يرحم ، والمواعيد أعطيت لذوي الشأن كي تسلم لهم .. وأخونا غير مكترث ولا مبال بما يحدث ويدور حوله ، حينها أقول وبملء فمي : لا لا تفعلها إن كنت أنجزت أعمالك وان أسعفك الوقت بقليل من الفراغ ، فلا تفعلها وتنتقل من مكتب إلى آخر ، وتهدر على زملائك الوقت ـ والشيء بالشيء يذكر ـ إن فعلت وأسعفك الوقت بشيء يسير من الفراغ فاستثمره ، ربما ترتب مكتبك ، تلملم أوراقك ، والأمثلة كثيرة يمكنك فعل المزيد والمزيد ، خذ كتابا في فن تطوير الذات واكتساب المهارات ، والحمد لله ، مكاتبنا الحكومية تزخر بأمهات الكتب ، يمكنك استعارتها وقتما تشاء .
نبيل بن احمد الحميني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كـي تدب الحيـاة فـي المدونـة يسعدني مشاركتك بوضـع تعليقك او حتـى انطباعك ،