2010-04-04

الكتاب و.. احترام عقول الآخرين


الكتاب و.. احترام عقول الآخرين
 السبت 1430-05-14هـ الموافق 2009-05-09م العدد 13112 السنة الأربعون 
عزيزي رئيس التحرير
يعمد الكثير من كتابنا الأعزاء إلى أسلوب يكاد يصعب على القارئ والمتلقي إن يعرف فحوى مقالاتهم وما تصبو إليه ، وباستخدامهم مفردات ذات طابع صعب الفهم أكاديمي بحت . وبما أن الصحيفة الورقية بمكانتها لدى القارئ واهتمامها بما يمس شئون ، وشجون متصفحها بمختلف شرائحهم وتفاوت طبقاتهم الثقافية ... لابد بالأخذ بعين الاعتبار استخدام مفردات سهلة وميسرة وبعيدة عن الغموض وعدم التكلف في الخوض في لغتنا العربية لاستخراج الفصيح منها كي ينمق ويزركش مقالته ويضفي عليها طابع الحرفية والمهنية ، مما يكلفه الجهد واستنزاف الوقت وهما أثمن ما يملكه الإنسان . لذا لا يجب إهداره فيما لا يخدم العموم ولا ينفع القارئ الذي إن أشكل عليه فهم معنى مفرده ما ! تجده لن يذهب إلى قواميس اللغة لاستنباطه ولا لتتبعه كي تتضح الصورة لديه . سمة عصرنا هذا التسارع في وتيرة الأحداث والمستجدات في شتى المجالات سياسية منها واقتصادية وأخرى اجتماعية علوما ومعرفة . هل يتوقع الكاتب ؟! أن مقالته وبذلك النمط الذي نجده في بعض مطبوعاتنا الصحفية يروق لمعظم القراء . ربما يروق لفئة محدودة وأشخاص معينين . لماذا هدر المزيد من المتتبعين الذين يقلبون صفحات تلك الجريدة لتقع أعينهم واهتماماتهم على زوايا محدده ويغفلون الزوايا الأخرى التي ارتسمت في عقولهم الباطنة ومع تكرار الأنماط المستخدمة من قبل كتابها الذين يميلون إلى مخاطبة فئة بعينها متناسين أنهم يقدمون نتاج معرفتهم وفكرهم ورأيهم إلى الجميع بلا استثناء وانه حق للجميع دونما تحزب أو تأطر و تبوتق. يتضح مما ذكر آنفاً وما أردت إيضاحه وإيصاله وتشخيصه وأتوق للمساهمة في علاجه أن يعتني في المقام الأولى من قبل الكاتب أن يضع في سلم أولوياته وفلسفته أن المساحة المخصصة لزاويته والممنوحة له سواء بمقابل مادي وخلافه ليقدم مادته . أن يدرك ويستشعر أن من بيده تلك الجريدة سيعرج على ما كتبه وانه لن ينتقل إلى صفحه أخرى لإحساسه بالرتابة والغموض و أن يضع نفسه موضع القارئ والتفنن في استقطابه والمحافظة عليه حتى يصل به المطاف لآخر حرف.
ومن سلبيات ما أشاهده وأتصفحه للبعض تضمين مؤخرة المقالة تارة بأبيات شعر جادت بها قريحة شاعر لو انه حي يرزق لقاضاه لأنه استشهد بشعره و تجاهل حق الملكية الفكرية . وآخر يذيّل مقالته وأفكاره ب (ومضة) ويقصد منها توجيه وخزه إلى طرف أخر ويوجه له انتقادا لاذعا وهذا الأمر الذي قد لا يعني القارئ البتة في شيء . ناهيك عن آخر يتهكم على مسئول في دائرة ما لحاجه في نفسه. لغة الحوار تفقد طابعها فلا يتمكن الطرف الأخر من صدها أو حتى الرد عليها أو انه لا يتاح له ذلك . الأمثلة كثيرة لا يتسع المقام للتطرق إليها فما المبرر لهذا القدر من التجني ، والسبيل للخروج منه يجب قبل إجازتها من قبل المختصين تمحيصها وفهم محتواها واستدراك ما يمكن تداركه قبل خروجه للعلن متلافيا بذلك الوقوع في الشحناء والبغض والكراهية . هذا ما أردت المساهمة في إبدائه.... والله من وراء القصد والسبيل .
نبيل بن احمد الحميني ـ مطار الملك فهد الدولي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كـي تدب الحيـاة فـي المدونـة يسعدني مشاركتك بوضـع تعليقك او حتـى انطباعك ،