2010-08-29

يا غافل.. لك الله


عزيزي رئيس التحرير
الأحد 1431-09-19هـ الموافق 2010-08-29م العدد 13589 السنة الاربعون
 يا غافل.. لك الله
هل أصبح شهر رمضان كسائر شهور العام يُستحل فيه ارتكاب المحرمات ويتركز فيه بث المنكرات وبلا رادع، حيث يتصدر الجانب المرئي الفضائي النصيب الأكبر لجذب ضحاياه، واستقطاب شريحة من مشاهديه من خلال مغريات كثيرة، وحملات إعلانية موجهة للمشاركة في برامجها التي تبثها لمشاركته في تلك البرامج والتي منها المسابقات والفوازير تجد البرنامج مختبئاً وراء ستار التفاعل مع الجمهور وإثراء ثقافتهم بأسئلة لا تمُتُّ للمعرفة بشيء، ومبالغ الجوائز تجمع من جيوب المتصلين وهم غافلون، بل ومشاركون في الحرام وإشاعته، متناسين ما حثنا عليه رسولنا من اتباعه فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه)، عقول سلبت وأنظار تسمرت على الشاشات كأنهم فراش حول نار اجتمعت وهي من حيث لا تدري ستحترق وتكتوي بنار الحسرة والخسارة، وفي المحصلة لا فائدة مرجوة اكتسبوها بل هي ضحك على العقول واستنزاف للجيوب، وارتفاع للفواتير وإضاعة للأوقات التي من الواجب بذلها فيما ينفع للدار الآخرة للفوز الحقيقي والنجاة المرجوة، هل أصبحنا إلى هذه الدرجة من اللاوعي للانجذاب وراء حلم الثراء دون كد ولا تعب، هل قبلنا أن نكسب وبهذه الطريقة المحرمة شرعاً وبهذا الأسلوب المتفشي في قنوات كرست جهدها للتضليل على مشاهديها للانضمام دون ضوابط شرعية أو مراعاة لحرمة الوقت والزمان الذي بات القابض على دينه كالقابض على الجمر، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر) رواه الترمذي. والواجب على تلك الفضائيات البعد عن الاحتيال المحرم لجمع المال، وعلى من خالف فيما سبق أن يتوب إلى الله تعالى وأن يترك هذه الأعمال المحرمة ويكون طلب الرزق بالوجوه المشروعة. أسأل الله لنا ولكم السلامة والنجاة من كل فعل يجرنا للدخول فيما حرم الله سبحانه وتعالى والبعد عن كل ما نهى عنه.
نبيل بن أحمد الحميني - الأحساء

2010-08-21

 تنويه - تم نشر المقالة من خلال الموقع الالكتروني لجريدة اليوم دون النسخة الورقية 

تفاعلات
رمضان في ذاكرتنا ...
 السبت 1431-09-11هـ الموافق 2010-08-21م العدد 13581 السنة الأربعون 

عزيزي رئيس التحرير
ما إن يقترب شهر الخير والبركات ، شهر رمضان الكريم حتى تجد الفرحة ترتسم على قلوب الجميع وبالأخص الأطفال ، ومما يزيد حبهم للشهر المبارك الذي يحل عليهم كل عام مرة واحدة ترغيب الوالدين لهم لاستقبال الضيف وحثهم على صيامه ، وإشاعة روح التنافس بين الأخوة للقيام بواجباته ، وأداء للطاعات من صلاة تراويح ، وختم القرآن الكريم وغيرها من أعمال البر والتقوى ... ومما يبقى عالقا في الذاكرة بجمالياته تلك الأجواء الرائعة ، المفعمة بالأجواء العائلية الحميمة التي تفتقدها معا تقدم السن ومشاغل الحياة ، ففي بداية الشهر وبعد الإفطار يتوافد المهنئون من الأقارب يتبادلون التبريكات ، والتهاني بحلول الشهر الفضيل ...الجزئية التي أتحدث عنها محاولاً إعادتها هنا انطباعات الأطفال حيث يكونون مسرورين مبتهجين لمشاهدتهم أقربائهم والسلام عليهم ، واللعب معهم، يبدؤون التحدث وسؤال بعضهم البعض من الذي صام ؟ وإلى أي وقت من النهار استطاع الصمود!! تلك الزيارة الخاطفة السريعة لا تشبع حاجتهم للهو ، فيخرجون غير مبتعدين عن الحي مشكلين حلقات حول مساكنهم ، يقضون أوقاتا ليست بالمتأخرة لممارسة اللعب ، يكتسبون من خلالها الحيوية ، والنشاط حيث تزدهر في رمضان مسابقات رياضية لها مسميات تختلف من منطقة لأخرى ومن الأوقات التي لا تنسى وتظل محفورة في الذاكرة ما قبل مدفع الإفطار حيث تنهمك الأم وتساعدها الفتيات بإعداد الطعام ، من خلال ذلك تكتسب الخبرة والمعرفة بفنون الطبخ ومهاراته ... ولا يخلو الأمر من التسلل خفية للمطبخ ، وارتشاف قليل من الماء أو العصير أو لعق ملعقة من (الكاسترد) أو قضمه من طبق حلوى (جلو) فتسارع ربة البيت بصرفهم عن ذلك لإتمام صومهم ، وتجهز لهم أطباقا من الأصناف التي أعدتها ليحملوها إلى الجيران القريبين في الحي ... فتجد الجميع بكرمهم يهدون ما لذ وطاب لبعضهم البعض لينالوا الأجر والثواب ، وما إن يحين موعد الإفطار فتجد الجميع مجتمعين حول سفرة الطعام يأكلون ما كتب الله لهم ، بعدها يذهب الصبية لأداء الصلاة مع جماعة المسجد وتتعلم الفتيات لبس حجاب الصلاة ترشدهن في ذلك والدتهن ، وما ان يعودوا يجدوا الأجواء الروحانية حيث تشعل الأم البخور لتنتشر رائحته الزكية في أرجاء المنزل ... يستعد الجميع ويغتسلون استعدادا لأداء صلاة العشاء والتراويح فلا سهر ، ولا إضاعة أوقات في مشاهدات مسلسلات هابطة كل ما كان يبث عبر قنواتنا الرسمية والمتوافر في تلك الفترة مسلسلات تحكي قصص الأنبياء ، وبعضا من الحلقات الاجتماعية الهادفة ، من منا لم يسجل في ذاكرته تلك الصور الجميلة ومن يريد أن يستشعر تلك الأيام بعد تقدمه في السن فلا بد من مصاحبة الأطفال محاولا دخول عالمهم البريء ويعايش يومياتهم بكل محبة . أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات.

نبيل بن أحمد الحميني – الدمام