2010-04-04

إعلامنا إلى أين يأخذنا؟


إعلامنا إلى أين يأخذنا؟!
الخميس 1430-09-06هـ الموافق 2009-08-27م  العدد 13222 السنة الأربعون
إعادة نشر السبت    1430-09-15 الموافق 2009-09-05  العدد 13231 السنة الأربعون
عزيزي رئيس التحرير
قل لي ما يستهويك في الشبكة العنكبوتية، وأي المواقع تتصفح عندما يحل المساء، وأنت قابع على شاشة جهاز كمبيوترك، أو ما الذي تتابعه على شاشة تلفازك، وكم من الوقت تستغرق وأنت مضطجع على أريكتك، متنقل بجهاز آل»ريموت كنترول»، الذي يبعث فيك شعورك بالسيطرة على الوضع الراهن في العالم.
منتقل من فضائية إلى أخرى حتى انك لا تعرج على القنوات الرسمية لأنها لا تضاهي التطور المنشود، ولم تتحرر من انغلاقها على نفسها رافضة في ظنك ذلك التغيير، ناهيك عما يأخذك إليه عالم المواقع.. كل ما في الأمر حبك للاطلاع، وقليل من تعبئة المخيلة وشيء من الإلمام، وجريك الحثيث تارة، وأخرى لمواكبة عجلة ما قد يستجد من حدث حولك كي تتندر بها أمام الأصدقاء وزملاء العمل. مبدياً القليل من امتعاضك على الوضع الحالي الحاصل بالساحة.. وكثير من أحاديثك الجانبية يضع هوامش استياء لما يجري لمن احتلت أراضيهم، وعلى المشردين والنساء الثكلى، والأطفال الذين يتمتهم آلة الحرب في أصقاع الأرض حتى أصبحوا بلا مأوى، فلا سماء تظلهم ولا ارض تحتضنهم.. مآس تقشعر منها الأبدان لا يرتكبها إلا الحمقى ومن تجردوا من إنسانيتهم كي يفرضوا سيطرتهم ويمدوا نفوذهم ويتوسعوا في أطماعهم.
قل لي ما يستهويك، أقل لك من أنت نعم؟!.. فبتحليل بسيط يتبين ذلك، فإن كنت من مرتادي مواقع الأخبار العالمية الرائدة التي تقدم الخبر وقت حدوثه حيث ينتشر مراسلوها في بقاع الأرض، فأنت إنسان تتوق إلى الحصول على الخبر من مصادر موثقة، مبتعدا عما تحمله لنا إذاعتنا الفضائية العربية من بطء في نقل الخبر وعدم تحري الدقة إلا من رحم ربي وهي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، مسببة لك الصداع، والتي ليس فيها إلا مذيعات يطلين أوجههن بأصباغ ليخرجن في أجمل حلة، ولا شيء ايجابي ينم عن اهتمام بما يستهويك في العالم المتصارع المتشابك بأحداثه من حروب وأزمات يفتعلها الغرب ليضلل بها الشارع العربي العام والإنسان البسيط حتى أصابنا الفتور في مشاعرنا والتبلد في أحاسيسنا، وأصبحنا مقعدين، فصورة تلك الطفلة المغطاة بأنقاض منزلها في العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة لم تحرك ساكنا في ضمائرنا سوى الشجب والاستنكار، وزعم المنظمات الدولية بنيتها إقامة محاكمة دولية لمقاضاة المعتدي.
أتساءل أين أنت وأنا وإعلامنا الحر من متابعة مجريات القضية؟ لماذا لا تبث علناً مثل ما حدث في محاكمة النظام السابق في العراق وغيرها أم أنها ازدواجية المعايير وتبلد الحس بالمسئولية تجاه من أبيدوا بشتى أسلحة الدمار المحظورة دولياً؟
نبيل بن احمد الحميني – الدمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كـي تدب الحيـاة فـي المدونـة يسعدني مشاركتك بوضـع تعليقك او حتـى انطباعك ،