2010-09-06

في عصر النبوة....،،

فـي عصـر النبـوة
الأثنين 1431-09-27هـ الموافق 2010-09-06م لعدد 13597 السنة الأربعون
عزيزي رئيس التحرير
من الأساليب والأخلاق التي كانت تتمثل في الإدارة الحكيمة في عصر النبوة أن النبي صلى الله عليه وسلم- كان يصبر على من يوجه إليهم الدعوة للانضمام إلى الدين الإسلامي ،ويتحمل أذاهم ، فكان صلى الله عليه وسلم يرمي بالحجارة من الصبيان ، وتدمي قدميه وتتجلئ حكمته في عدم تركيزه صلى الله عليه وسلم على الأفعال بل هو الحب والمودة النابع من القلب فالدعوة والعطف على الناس شيء واحد...فكان صلوات ربي وسلامه عليه يحمل في جنبه من الود الحقيقي للناس المدعوين مالا يقدر عليه أحد وحين جاء وقت الانتصار قال : (بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، ولا يشرك به شيئاً ) لا شك أن الإرث الحضاري الذي تركه النبي صلى الله عليه وسلم يمثل منهجاً متكاملا في شتى مجالات الحياة ولنستعرض في هذي الأسطر أساليب استخدمها المصطفى صلوات الله وسلامه عليه في أسلوبه في فن الإدارة الحكيمة ولنجعلها مؤثرة في حياتنا ، ومنهاجا لسلوكنا... من ذلك الاستفهام لإيضاح بعض الأمور التي يريد أن يطرحها لاستثارة الصحابة لمعرفة من هو المفلس الحقيقي الذي يأتي يوم القيامة وقد هدم ما عمل من الصالحات ببعض الأعمال السيئة وكمثال على ذلك مارواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم ، قال: ذكرك أخاك بما يكره قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وان لم يكن فيه فقد بهته) صحيح مسلم . ومن توجيه المصطفى صلى الله عليه وسلم وغرسه للمفاهيم أسلوبه في التلميح للصحابة في تبيانه للحق دون التصريح المباشر لنصحهم ومثال ذلك ما رواه البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم ! فاشتد قوله في ذلك حتى قال: (لينتهن عن ذلك أو لتخفضن أبصارهم ) والعرض التالي الأسلوب الاستشاري حيث لم يكن المصطفى عليه الصلاة والسلام متمسكا برأيه إلى إذا كان امراً الهياً بل كان يشاور الصحابة ويستمع لآرائهم ويستخدم في ذلك أسلوب التقريب، والتشبيه ، والتمثيل الأقرب إلى القلب لاستنباط المعنى والمثال يوضح ذلك ما رواه الترمذي وقال حديث حسن.عن عبدالله بن محصن الأنصاري الخطمي رضي الله عنه قال، قال: رسول اله. صلى الله عليه وسلم (من أصبح منكم آمنا في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) فل نستخدم تلك المهارات المستقاة من سيد البشر صلوات ربي وسلامه عليه .لرفع مستوى ثقافتنا مع الآخرين ، وتميزنا في تعاملاتنا مع آبائنا وأمهاتنا وزوجاتنا وأطفالنا، ولنجعلها علامات في حياتنا للوصول لأعلى مستويات النجاح والسعادة .
نبيل بن أحمد الحميني - الدمام

2010-09-01

خير من ألف شهر ...،

 الأربعاء 1431-09-22هـ الموافق 2010-09-01م العدد 13592 السنة الاربعون
عزيزي رئيس التحرير ..

لا شك أن شهر رمضان من أعظم الشهور وأجلَّها عند الله عز وجل، فإن الله قد امتن على عباده بمواسم الخيرات حيث تضاعف فيه الحسنات، وتغفر فيه السيئات، وترفع فيه الدرجات، ويرتقي العابدون خلاله في مراتب العبودية درجات تلو درجات ،اختص الصيام بشهر رمضان لأن في ذلك الشهر طلعت شمس الشريعة الإسلامية فأضاءت الوجود، وأزالت ظلمات الشرك والضلال، فقد تضمن شهر رمضان أعظم ذكرى تاريخية بإنزال القرآن الكريم فيه ،ولأن فيه ليلة القدر التي خص الله بها هذه الأمة، وجعل العمل فيها خيراً من عبادة ألف شهر. فلهذا الشرف والفضل خصه الله تعالى بالصيام والقيام وتلاوة القرآن، وجعله من أيام إحسانه ورحماته. الصيام أحد أركان الإسلام الخمسة، وقد فرض في السنة الثانية من الهجرة، وصام رسول الله صلى الله عليه وسلم (9) رمضانات والأصل في فرضيته قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون). الصيام هو آخر الأخلاقيات والروحانيات الخاصة الفريدة للإسلام .صوم رمضان واجب على كل مسلم ذكرا وأنثى ، وتأتي مشروعية الصوم لأمور منها : ان في الصوم قهر النفس ، وكسر الشهوة، لأن النفس إذا شبعت تطلب الشهوة، وإذا جاعت امتنعت عما تهوى، الصوم من الواجبات الإلهية العظيمة عند الله تعالى، ومن أجل هذه العظمة جعله الله له ونسبه لذاته العلية حيث ورد في الحديث القدسي ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم - عن ربه قال الله فيه : (كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) وخصه الله تعالى بنفسه لأن الصوم سر بين العبد وبين ربه لا يطلع عليه إلا الله ، وهو جُنَّة من النار وصبر ومجاهدة للنفس ،وإصلاح لها. به يشعر الغني مع الفقير، ويعرف الإنسان عظم النعمة، ويستشعر رحمة الله تعالى، ويفيد علماء الطب أن فوائد الصوم لصحة الإنسان وسلامة بدنه كثيرة جداً، منها ما يتعلق بالحالة النفسية للصائم وانعكاسها على صحته، حيث ان الصوم يساهم مساهمة فعالة في علاج الاضطرابات النفسية والعاطفية، وتقوية إرادة الصائم، ورقة مشاعره، وحبّه للخير، والابتعاد عن الجدل والمشاكسة، والميول العدوانية، وإحساسه بسمو روحه وأفكاره، وبالتالي تقوية وتدعيم شخصيته، وزيادة تحمّلها للمشاكل والأعباء، ومما لا شك فيه ذلك بصورة تلقائية على صحة الإنسان. وفي الصيام إعلان لمبدأ وحدة المسلمين، فتصوم الأمة وتُفطر في شهر واحد. تقبل الله منا ومنكم صيامه وقيامه .

نبيل بن أحمد الحميني - الدمام