2010-11-04

خذوا بالأسباب

 الخميس 1431-11-27هـ الموافق 2010-11-04م العدد 13656 السنة الأربعون
عزيزي رئيس التحرير ،،،
من المبادئ الأولية والبديهية في معتقدات المسلم،توكله على الله لقوله تعالى (وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا). والايمان بالقدرخيره وشره،وأن كل شيء يقع في هذا الكون يقع بقدره ،وبإذنه تعالى ،وأن لا شيء يقع خارج قدر الله وإرادته، وأن ما يقدره الله فيه حكمة ورحمة وعبرة. وأن الله سبحانه يبتلي عباده بما شاء مما تقتضيه إرادته وحكمته،من شتى صنوف الابتلاءات، خيرها وشرها، حلوها ومرها، وهذا هو حال جميع الأنبياء وسمة المرسلين عليهم السلام قال تعالى (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ( وقوله تعالى (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون) وقوله تعالى (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ( هذه الآيات الكريمات تحثنا على التوكل فالتوكل على الله و تفويض الأمر إليه سبحانه وتعالى،و تعلق القلوب به جل و علا من أعظم الأسباب التي يتحقق بها المطلوب و يندفع بها المكروه ،واللجوء اليه سبحانه بالدعاء لكن لا يصح ترك الأخذ بالأسباب بزعم التوكل وهو (اتكال ، وتواكل) حذرنا منه رسولنا صلى الله عليه وسلم ،كما لا ينبغي التعويل على الحول و الطول أو الركون إلى الأسباب وحدها كما لاينفي عدم اخذنا بالاسباب كمن يرمي نفسه الى التهلكة ويقول هذا من عند الله. قال تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة).فخالق الأسباب قادر على تعطيلها، وفي الحديث ماروى انس بن مالك رضي الله عنه ـ أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله أرسل ناقتي وأتوكل أم أعقلها وأتوكل؟ قال: بل «اعقلها وتوكل» ). نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة غنية بمختلف الدلالات على ذلك كثيرة، فلنأخذ هديه صلوات ربي وسلامه عليه ولنجعلها قدوة ومنهاجا لنا في جميع مانقدم عليه في امور حياتنا فهي نافعه في كل عصر وزمان والحديث الشريف السابق يدل على ذلك ...فلاتذهب عائلة للاستمتاع بالبحر وتترك الأولاد من دون مراقبتهم وهم يلهون ويلعبون في البحر ويحدث ما لاتحمد عقباه ،ناهيك عن مدى جهل البعض اثناء الذهاب الى مدن الترفيه واختيار مالا يناسب اطفالهم ، والامثلة كثيرة منها التنزه في الاماكن العامة والانشغال عن ملاحظتهم وعد تكليف النفس بتوجيههم بالابتعاد عما يؤذيهم فالطفل لايعي ماقد ينفعه ويضره هذا على صعيد من نعولهم اما على صعيد الشخص السوي المدرك للأمور تجدالبعض يذهب الى السفر ولم يأخذكفايته من النوم او يذهب الى البر ولم يتزود بالمؤونة الكافية او يستخدم وسيلة غير مناسبة . تنشر وسائل الإعلام الكثير من الحالات منها غرق طفل وسقوط آخر واختفاء حدث أو انسكاب مادة حارقة على جسمه أو شرب مادة سامة .الجهات المعنية تبث الارشادات والتعليمات الواجب اتخاذها ولكن لاتجد قلوبا تعي مضمونها وعقولا تدرك عواقبها كفانا الله واياكم ، مفوضين أمورنا الى الله مستعينين به جل في علاه أن يلطف بنا. وأن يلهمنا حسن التوكل عليه والأخذ بالأسباب المنجية إنه القادر على ذلك .
نبيل بن أحمد الحميني _ الدمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كـي تدب الحيـاة فـي المدونـة يسعدني مشاركتك بوضـع تعليقك او حتـى انطباعك ،