2010-10-02

هل تفهمونهم ؟

هل تفهمونهم ؟ 
السبت 1431-10-23هـ الموافق 2010-10-02م العدد 13623 السنة الاربعون

عزيزي رئيس التحرير 
تطالعنا الصحف بعناوين تلقي مركز شرطة داخل مملكتنا بلاغا من مواطن مفاد الخبر تقشعر منه القلوب والأبدان.. وبتعريف مبسط للمواطن هو الشخص السوي أقل ما يدركه إحساسه بالمسئولية وتمييزه بين الخير والشر سواء كان أبا ، أخا أو حتى جارا . أعود لصلب الموضوع وهو ما أردت الإشارة إليه بحسرة وألم ! في أسطري هذي.. مذكرا ومتمنيا من كل رب أسرة لديها معاق ذهنيا أو مريض نفسيا يمر بفترة علاج أن يتفهم ما يعانيه المعاق من اضطرابات ذهنية وسلوكية وحركية قد تلازمه مدى حياته أن يحرص كل الحرص على المحافظة على سلامته، وان يبعده عن كل ما قد يتسبب له من أذى ويؤدي به إلى مكروه، وان يتبع سبل الوقاية قبل وقوع الكارثة لا قدر الله، حيث لا ينفع الندم .. لا يخفى على الجميع سلوكيات ما بات يطلق عليهم حديثاً ذوي الاحتياجات الخاصة، وهم فئة غالية على قلوبنا.. ولحالتهم يتصرفون بلا شعور ربما يلقي بنفسه في تهلكة أو يقدم على الانتحار فهو بذلك الفعل غير ملام لإدراكه القاصر عن فهم المخاطر ، واللوم كل اللوم يقع على أصحاب العقول فهذا أخ يتقدم ببلاغ عن شقيقه المتغيب، حيث يعاني الأخير مرضا نفسيا والأشنع من ذلك خروجه بسيارته وبعد البحث وجد خارج نطاق العمران منتحرا بمادة سامة، وبعد التحري ثبتت معاناته من مرض نفسي والأمثلة كثيرة لاحصر لها، حيث لا يكاد يمر يوم إلى وينشر خبر . إذاً هل من وقفة صادقة تحمي تلك الأرواح البريئة التي سنسأل عنهم يوم القيامة لما فرطنا في حمايتهم وتقاعسنا عن رعايتهم؟ الدولة حفظها الله لم تأل جهدا في توفير دور الرعاية الخاصة بهم ، وتكفلت بالنفقة مشكورة عليهم، وتحملت مصاريف علاجهم. الخلل يكمن فيمن ضيعوا الأمانة التي استأمنهم الله عليها. كيف يعقل أن شقيقا يبلغ عن تغيب أخيه الذي يعاني مرضا نفسيا وهو الذي سلمه السيارة وكأن لسان حاله والعياذ بالله يقول لذلك المعاق : اذهب وافعل ما تشاء وأرحنا من عناء وهم رعايتك. إنني أطالب وبشدة الأجهزة المعنية بوضع قائمة بأسماء وعناوين من يعولون مرضى نفسيين أو معاقين ذهنيا ليتم الاتصال بهم كي لا يقع التفريط من قبلهم ومتابعتهم والإشراف ميدانيا للتأكد من سلامة مرضاهم ومتابعة حالتهم الصحية سائلاً الله أن يمن على كل صاحب إعاقة بالشفاء العاجل، وأن يكتب الأجر والمثوبة لمن أخلص في رعايتهم على الوجه الذي يرضي الله.

نبيل بن أحمد الحميني / القطيف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كـي تدب الحيـاة فـي المدونـة يسعدني مشاركتك بوضـع تعليقك او حتـى انطباعك ،