2010-05-22

أنا والمسؤول .!

أنا والمسؤول .!

 السبت 1431-06-08هـ الموافق 2010-05-22م العدد13490السنة الاربعون
عزيزي رئيس التحرير ...
ابعث هذه المشاركة آملا أن تجد طريقها للنشر مع التحية هذا ما جرى اثناء زيارتي إحدى الدوائر الحكومية... في صباح ذلك اليوم وحرصا مني كالعادة على التواجد باكراً لأعطي نفسي متسعا من الوقت لانجاز معاملات أخرى. حيث شاءت الأقدار أن يضيع وقتي سدى ،إذ التقيت بالموظف الذي أحيلت إليه كامل المعاملة، توجهت قاصداً مكتبه وبسؤاله عن الأوراق استوقفني ذلك المدير بسيل من الأسئلة؟ منها الا تريد ان تصبح ذا ثروة وتملك من المال ما يجعلك تحقق أحلامك ،وتلبي طموحات من حولك بامتلاك منزل وتغيير سيارتك وتنعم بالصحة!! أجبته بنعم دلني على الحل وحال لساني يقول من منا لا يحبذ ذلك في ظل الغلاء الحاصل ، جيد أن تجد دخلا إضافيا يعينك بعد الله على ارتفاع الأسعار. على الفور أجابني إن لديه الحل وبدأ بصوت منخفض يسرد تجربته والنجاحات التي تحققت له، مستشهدا بزملائه في العمل وبأفراد من المجتمع سبق وان عرض عليهم الانضمام لشبكة التسويق الهرمي. وهم الآن ينعمون بالثروة وتبدلت أحوالهم ، وبينما أنا استمع إليه أخرج من جيبه ما تبين لي لاحقا باسم القرص الحيوي (Bio disk) اخذ يشرح لي ما معناه ، وهو عبارة عن جهاز معدني ضغط بالحرارة العالية بفضل هندسة (النانو) يمنحك الطاقة الطبيعية، ومن فوائد استخدامه الاستشفاء من الأمراض والتي بدورها تؤدي لزيادة القدرة الحيوية، والإنتاجية للجسم البشري وترميم ما أتلفته السميات والكيميائيات الداخلة في أجسادنا. والتي تؤثر على صحتنا... يجلب لك ولمن تحب الفوائد الجمة وللحصول على تلك النتائج ... لابد من شراء ذلك المنتج وبسعره المرتفع لتدخل بعدها في دوامة الترويج والتسويق لذلك المنتج وتصرف جل وقتك لتحقيق مكاسب مزعومة , بما يعرف بالتسويق الشبكي المحرم شرعا ... لك قارئي العزيز أن تتصور ما الذي يروج له ذلك الموظف وفي وقت الدوام الرسمي ... أين نحن من ؟ (سراج) ! عمر بن عبدالعزيز الخليفة الأموي رضي الله عنه - الذي كان يحرص عل عدم تبذير أموال بيت المسلمين حتى كان يقرأ القرآن على ضوء شمعة. كي لا يأخذ ثمن الزيت من بيت المال لإنارة السراج . لذا لابد من وقفة جادة لمحاسبة أنفسنا... ومن الجهات المعنية المزيد من التوعية والتثقيف وتبيان حرمة خيانة الأمانة، والحفاظ عليها وعلى أدائها في محلها.
نبيل بن أحمد الحميني – الدمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كـي تدب الحيـاة فـي المدونـة يسعدني مشاركتك بوضـع تعليقك او حتـى انطباعك ،